pre-loader

اللهو يقتل الساعة ويملّ الطاعة

اللهو  يقتل  الساعة  ويملّ  الطاعة

اللهو يقتل الساعة ويملّ الطاعة

  • ١٦ جُمَادَىٰ ٱلْآخِرَة‎‎ ١٤٤١

           حياة مليئة بالطاعات والخيرات واجبة على كل مسلم ومسلمة قد بينت الشريعة الإسلامية كيفية الحياة الصحيحة   بيانًا واضحًا حيثما كان في يقظته ورقودته .ولاينال الفلاح والنجاح إلّا بالحياة حسب النهج السليم الذي نصه الله في كتابه وأمر النبي صلى الله عليه وسلم في سنّته. ولاينصرأحدا حياة غارقة في بحر الظلمة والغواية ومليئة بالمعاصي بغير هدف ولا غاية .

          والقرآن يقول: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ   (سورة الحديد)

فلابد من أن تكون أوقات الإنسان في طاعة الله ومرضاته لا في اللهو واللعب كما سبقت الإشارة في الآية المذكورة . والذين يحبون الدنيا وما فيها حبّا جمّا وينسون نعم الآخرة نسيانا ذمّا، هم الجاهلون لا تختلف الألسنة فيه.

نمط اللهوواللعب وأسلوبه يتغيّر يوما فيوما. امر يشير إلى الدهشة والإستغراب انّه قد سخّرت أوقاتنا جلها بل كلها للشبكات الإجتماعية التى تضيع حياة الإنسان خصوصا حياةالشبان . ومن باعث الأسف البالغ أنه قد وقع في ورطة هذه الشبكة حتى الطفولة الحالمة مستقبلا زاهرا . هنا يهمّ قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" ما اعمق معنى هذا الحديث...!!

الدنيا وما فيها فانية لا محالة فيه . بل يعيش الإنسان معرضا عنها . وشباننا وأطفالنا يشتغلون باللعب واللهو متمتعين بهما غارقين في خضم المآثم والمفاسد. هل النزهة واللهو محرم عند الإسلام؟! لا أبدا، بل لا ينهى الإسلام عنه نهيا كاملا. بل كيف يجوز الإستمتاع باللهو ويفوت الصلاة المكتوبة؟! كيف يجوز اللعب ولا يستر العورات؟ فنهى الإسلام ان يستمتع المسلم باللهو ناسيا حقوقه الإسلامية وذممه الشرعية.

عندما نلتفت إلى طيات تاريخ الإسلام ونرمق إلى أخبار رسول الله الأمين صلى الله عليه وسلم، تتجلى امامنا كثير من أوانه من حياته تدعم اللعب واللهو المناسبتين إلى حد الإسلام. فالمفهوم أنه ينبغي لنا ان نحفظ قيم الإسلام بينما نستمتع بالنزهة واللهو. كان رسول لله صلى الله عليه وسلم يسابق أحيانا في الركض مع زوجته عائشة رضي الله عنها. يساعد تلك المسابقة لزيادة المودة وإثبات الإخوة بين الإنسان. بل المسابقون حاليا يسابقون في المعصيات والخطيئات حيث تكاد جدار الأخوة والوحدة ان تنقض وتصبح غارقة في النفرة والعدوان.

نرى في القرآن المجيد: "بل تؤثرون الحياة الدنيا، والآخرة خير وأبقى" (سورة الأعلى) يبين الله تعالى فيها عن ذلة العيشة الدنيوية ورفعة الحياة الأخروية. يكون لعب المسلم ولهوه وحياته كلها في ذكر مبادء الإسلام وحدوده فيكون معاده الباقي زاهرا لا تنازع فيه. كثيرا ما تسوق جهالتنا إلى الإستمتاع والإشتغال بالمعاصي لذا قال رسول الله الأمين صلى الله عليه وسلم: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا".

لا بد من دراسة جديدة لتأثير شبكات إجتماعية في الجيل الراهن من ألفها إلى ياءها حتى نستطع للاستنباط منها بالحلول للمعضلات التى يعانيها العصر الحديث والمشكلات التى يواجهها الجيل الجديد.

من خلال تلك الدراسة، نمكن ان نفتش معضلات الشبان اليوم و ننقذهم من أيادي الشيطان الرجيم ونرشدهم للنهج السليم . لأن الشبان اليوم رؤساء الغد. سوف يقودون الأمة حيث يفيدون من الأمة.

 


لتزويد مجلتنا المطبوعة

إضغط هنا