تلك السماء تصب كأس دموعها
تلك السماء تصب كأس دموعها
- ٤ ٱلْمُحَرَّم ١٤٤٢
ما زالت الســـحـب الــثواقــل تمطر
تـــتــرى بـــلا حـــــدّ ولا حــــســـبان
فاضــــــت نهــــيرات بســيل عـارم
و الــمـــاء يـلــعـــق دورنــا بــلــسان
إن الســــدود بأســـرها حــبلى دنت
تنـــــشـقّ لــــولا حـــمـيـــة الـــديان
"بَرْيار"(1) سال كـــقـــائد بــجـحافـــل
يــطــغى عـــلى شــطّــيــه والســـكان
"بَمْبا"(2) كأنّ مـــســـيلـــه مــــن هـو له
رســـم لـ"كاتسي"(3) ذلك اليوناني
قــد دمّـــــر الـــوبل الــغــزير بجــنده
وكـــر الحــمــام و مــســكــن الثعبان
سالت شـــوارع و القرى و حدودها
مــع ما بـنى الإنـسـان مــــذ أزمــــان
هــــــذا يصيــح لأنّ كلّ زروعــــــه
ديـســت بـريــح صــرصــر غــضـــبان
و اجــتــثت الأشجار و هي عظيـمة
لكــنّـهــــا انـكــبـــّت عــلى الأذقـــان
لـم يُبق ســــيل جــارف من "كيرلا"
إلا حـــســـاب الـمـــوت و الــخـسران
إلا أنــين الأمـّـهـــات لـضــيعة الـــــ
أبـنـاء، هــــــــــم كانـوا ضـيـاء أمــاني
إلا عـــويلات الــــبنين لــقــد مضى
آبـاؤهـــــم فــورا إلــــى الـــمـــنّــان
لم يَـبـــق عــــال مـــن أطوم شُيٍدت
لـم يَـبــق مـــرصــوص مـــن البــنيان
إن الطـــبيــعــة إن أردت فــسادهـــا
أين الـمــفـــرّ من العــــذاب الــــداني
صــلى الإله عــــلى نــبيّ الــرحـمة
نـجـــم الرســالة صــفــوة الــعـــدنان
و الآل و الـــصّـــحب الذين تنـــوّروا
هــم أســـوة في الـصـــدق والإيـمــان
(١) أطول نهر من أنهار كيرلا
(٢) نهر في كيرلا و اسمه القديم "بارس"
(٣) كاتسي كافياناس، الفنان اليوناني الذي رسم عن مذبحة صبرا و شاتيلا في فلسطين المحتلة