pre-loader

حتى لا تغرب شمس العلم...!

حتى لا تغرب شمس العلم...!

حتى لا تغرب شمس العلم...!

  • ١٦ جُمَادَىٰ ٱلْآخِرَة‎‎ ١٤٤١

اللهم لك الحمد حمدًا طيبًا مباركًا فيه على كل حال وصل وسلم على رسولك سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

                قد اتسعت دائرة التعاليم الدينية في الأونة الأخيرة حيث تضم المناهج التعليمية العُلومَ الطبيعية والفنون المادية بصفة رسمية في اكثر المناهج الدينية التي تتبعها المدارس والمعاهد في كيرلا وخارجها وهذه الظاهرة التي قد فشت وذاعت ليست مما تُستَنكر وتُعارض   والعلوم الإسلامية على ممر الأيام لم تُولِّ دبرها لأي علم من العلوم وقد خاض عباقرة هذا الدين في جميع الفنون من غير تفرقة بين الإسلامية والمادية من العُصر الأولى كما نسمع الإمام التفتازاني يقول: "طويت لإحراز الفنون ونيلها رداء شبابى والجنون فنون!"

  وعلماءنا لم يألوا جهدًا في نيل مختلف العلوم حتى الفلسفة والحساب والمنطق. وكانوا على بصيرة في الفنون الأدبية واللغوية وقد استطاعوا بذلك لتحليل الكتب ونقدها وابراز خدع الفرق الضالة والأهواء الباطلة وصاروا أعلام الهدى ومصابيح الدين ولكن حين تصل هذه الفكرة الى جيلنا الجديد نرى ظاهرة غير مرضية نتنسّم من خلالها ذهاب العلم والعلماء وذلك أن القدماء حين يخوضون في بحور العلم كانو أولًا يرتوون بالعلوم الدينية عِلمِ الفقه والحديث والتفسير وغيرها من النحو والصرف. وكانوا في جانب العلوم الدينية من الطراز الأول عاملين ومخلصين وورعين واستفادوا مايحتاجون من الطبيعية. وكانوا علماء أخرويين من جانبٍ وعباقرة الفنون من جانبٍ آخر. وهذا شمس العلماء الشيخ أبوبكر مسليار قُدس سره يلمع في افق العلوم الأخروية شمسًا نيرة في حين انه يهاجم أهل الباطل بلسانه الحاد ويجادل أهل الضلال بالتى أحسن إذ كان في حوزته علم اللغة الإنجليزية واللغة السريانية وما إليها من العلوم الطبيعية المحتاجة.

  واليوم نرى دائرة العلم الديني تتقلص شيئا فشيئا ويطرح بعض الفنون المهمة من المناهج الدراسية ولا رغبة ولا ترغيب لإتمام أجزاء الكتب الدينية فينقلب الأمر ويصير المتعلمون من أهل العلوم الطبيعية أكثر من ان يكونوا من أهل العلم الديني. فلا بدّ من العض بالنواجد على العلوم الموروثة القديمة بكل عزم حتى لا تغرب شمس العلم الديني.

  والذى تحتاج الأمة إليه في هذا العصر الراهن المليئ بالضوضاء والفوضى والجهالة واللادينية هو عُلماء ربّانيون أولو مهارة فائقة في ا لعلوم جميعها من غير تفرقة بين الدينية والطبيعية وأولو حزم وعزم وثبات وورع في الدين والمعاملة يُمَثِّلون السلف الصالح في يَوْمِيَاتهم ويثبتون في وجوه ا لأعداء ثَبَاتَ الجبال الراسخة ولا شك أن الأمة اليوم في حاجة ماسة إلى من يقودهم الى المستقبل مع بصيرة تامة.

  فلتكن معاهدنا الدينية منابع منها يخرج قواد هذه الأمة المسلمة يقودنهم دينيًا ودنيويًا يرشدونهم الى مصالح دينهم ودنياهم وإلّا تصبح الأمة بلا رَاعٍ فيتمكن الأعداء أن يسيطروا عليهم وأن يهلكوهم. -لا سمح الله بذلك- ربِّ احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون.

 


لتزويد مجلتنا المطبوعة

إضغط هنا