رحلتي إلى الأردن
رحلتي إلى الأردن
- ٣ ٱلْمُحَرَّم ١٤٤٢
البلدة الرائعة التي تعد بمثابة الحلم زيارته الى الكثير ،بفضل ما تمتع له من معالم تاريخية واثار سياحية ومقابر ومقامات مقدسة للانبياء والصحابة على امتداد مساحة ترابه الذين رأو بدماءهم الزكية…كانت من اطيب رحلاتي.
قضيت اسبوعا في الاردن... مضى بي الى ذاكرة من الزمن والى جداول ثقافية وقناديل علمية ..مع لغة صاحبة الجلالة ...زهرة التاريخ العابقة... ومزنة النور الوادقة...واشراقة الدنيا الصادقة ..وافصح اللغات واجلاها وإحداها.
كان ذلك بمناسبة تكريمي ضمن ١٠٠ شخصية عالمية اسهمت في نشر اللغة العربية الذي ترك ذكريات لا تمحى وانطباعات لا تنسى.
عند الوصول الى المطار، استقبلني عمان بكل حفاوة..بجماله وبهدوءه وبرماله الذهبية ومع باقات من دحاءين الاردن مضمخة يفوح نعنعه ورياحينه..لم اشعر لحظة انني في الغربة... كانت روحي سعيدة قرل جسدي...رأيت مناظر ممتعة ..اناس تبتسم دون معرفة...اخوة تكنّ في صدورهم الاجلال والمودة كأنهم خزائن مملوءة بالحب والخير وحفظ الجميل.
عند نزولي في مطار علياء دعوت دعاء الرسول اللهم اني اسالك خير هذه البلدة ،وخير اهلها وخير مافيها،واعوذبك من شرها وشراهلها وشرمافيها. وجدت اهلها عن كثب بالاخلاق وحب الضيافة والعلم وحاضنا الثقافة والجودة والجامعات والمعاهد والعقول الممتلءة بالمبادرات والمبتكرات.
في اليوم التالي بدأت فعاليات التكريم الذي ينظمه المجلس الدولي لتعليم العربية بقاعة فندق الف ليلة وليلة كان الحفل بهيجا ومزدانا بالمقامات العالمية وتم تكريمي سعادة سعيد هايل سرور من ضمن ١٠٠ شخصية الذي نقل في مستهل كلماته تحيات جلالة الملك للمكرمين وتمنياته بان تسهم مخرجات المؤتمر بوضع رؤية لنشر اللغة العربية.
وقال ما اجمل وما اروع ان ينعقد مؤتمركز هذا في الاردن التي تنتشر فيها مراكز العلم والأدب ولا رابطة التاريخية العريقة منذ فجر الاسلام، والا روع من ذلك كله ان ينعقد في موضوع لغة الضاد وتطرق الى دور ابناء هذا الوطن في نشر هذه اللغة وما عليها من تاريخ وثقافة وحضارة واثار.... واكد ان الاسلام قد عرف بين العالم بالوسطية والاعتدال والقبول بالاخر والتفاعل معه بعيدا عز القسرية والاكراه.
وفي هذا اللقاء وامام وجوه رائعة من رواد اللغة العربية، تحدثت لمدة ربع ساعة وقلت لهم: ان اللغة العربية في محنة حقيقية تقرع طبول الخطر، وما نشدق به املين من امال كبيرة في امرها اننا لاتموت ما هي الا اماني ،اللغة في حقيقتها في خطر والحل لا يكون بوصفة سحرية ولكنه يحتاج الى منظومة استيراتيجية مدروسة تحفظ هذه اللغة من حسد الحاسدين وكيد الكاءدين. بعد ما انهيت من عجالتي صعد الى المنصة شيخ وقبلني وقال لا يفضض الله فاك .
في اليوم التالي سافرت بالسيارة الى مقبرة شهداء موتة استغرقت الرحلة نصف يوم ذهابا وايابا ما ان وصلت الى عمان ،حتى تملكني الشغف لزيارة مؤتة .فانها بالنسبة لنا مشهد تاريخي عظيم يلفه اسرار الدعوة الاسلامية.
وكانت من التجارب الرائعة في هذه الرحلة الميمونة، استضافتي في مجمع اللغة العربية الاردني حيث استقبلني رئيس المجمع وامينها بكل حفاوة وتقدير وتم تبادل الاراء حول مستقبل اللغة العربية ومجالات التعاون بين المجمع والمجمع الهندي للغة العربية المزمع تدشينه في القريب.
كان من اجمل اللقاءات على هامش الزيارة،زيارة الجامعة العلوم الاسلامية العالمية والحديث مع سعادة رءيسها الدكتور سلمان البدور الذي اخذني الى مكتبه من بوابة الجامعة وناقشنا طويلا حول التعليم في الجامعات الاسلامية وعن اوضاع المسلمين في الهند
في اليوم الرابع التقيت مع العالم القدير المعروف الدكتور سعيد فودة في مكتبه وتحدثنا طويلا عن العقائد الاسلامية وما طرؤت عليها اخيرا مز اشكاليات وقدم لي بعض كتبه كهدية وقد ابدى رغبته لولاية كيرلا ونرجو له التوفيق.
وقد زرت معهد المعارج للدراسات الشرعية الذي يرؤسه العالم الصوفي لمعروف الشيخ عون القدومي وقد قمت بجولة في معهده واطلعت على مختلف نشاطاته التي يشرف عليها المعهد واستفدت كثؤ ا من تجاربه.
ثم توجهت الى مؤسسة ولي العهد والتقيتها بمديرها وتبادلنا الاراء في عدة مساقات وقد كان النقاش مثمرا ومفيدا لكلا الجانبين.
وكان اللقاء الاخير في هذه الرحلة مع الاستاذ الدكتور مروان الفاعوري امين عام المنتدى العالمي للوسطية في مقر المنتدى مع لفيف من علماء الوسطية وقد تم استقبالي في جو مريح حيث هذه زيارتي الاولى بعد ما كنت عضوا للمنتدى وقد شرحت امامهم نشاطات مسلمي الهند في مختلف اصعدة الدعوة وعن التحديات التي يواجه الكيان الاسلامي في الزمن الاخير
من الذكريات الحلوة في هذه الرحلة مراقبة غروب الشمس على البحر الميت، لقد رأيت انعكاس الشفق الاحمر على صفحة المياه ،واخذني المنظر الساحر الى عوالم عجيبة ،وتمنيت من كل قلبي الا تنتهي هذه الرحلة ابدا ،واتمنى ان اعود اليه الف مرة.
وفي كل ذرة من ذرات هذه الرحلة كنت اتذكر كليتي الرحمانية التي نبتت في حب اللغة العربية وما زال قلبي يخفق لذكراها،تتساقط دموع الفرح على خدي عندما اتذكر تلك الايام بين فينة واخرى ...وبعد هذه السنين بوسعي ان اقول شكرا لك ؤا رحمانية ولكنه من المستحيل ان اوفي حقها. احد اقطاب العقيدة الاسلامية المعاصرين واحد ابرز اعلام الدعوة.