من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة
- ٤ ٱلْمُحَرَّم ١٤٤٢
إننا نعيش في العصر الحديث ولدينا إمكانات متعددة التي نستفيدها لرفاهية حياتنا ونعيمها ولكن لا نستطيع أن نتمتع بالفرح الكامل والسرور التام في حياتنا وإنهما ينعدمان من بيننا يوما فيوما . و نواجه أيضا معضلات جمة ومشكلات عدّة في مضمار حياتنا اليومية ونقع في واقعات فاحشة ومصيبات مؤلمة بسبب ما تكسب ايدينا من تلقاء انفسنا. ومن أجل ذلك نتعرض لكوارث الطبيعة من جانب البرّ والبحر كالفيضانات والسرطان وانهيار الصخور من الجبال والزبى و زلزلة الأراضي وغيرها كما نرى عبر وسائل الإعلام بكيرلا وخارجها في الأيام المتأخرة ولا نجد أيّ حلّ من الحلول الثابتة ... وماذا نفعل لدفاع هذه المصيبات المبكية التي لا تزال تقع علينا من سائر جهاتنا ؟ . فإذا تأملنا عن هذا فتخطر ببالنا حل شامل لهذه الأزمة وهو الصدقة والتبرع والأحسان إلى المحتاجين والمتلفهين والمساكين من الناس ... فلهذا للصدقة إهتمام بالغ في حياتنا وملتنا ويكون ذلك ترياقاشافيا لجميع ما نعانيه من المشقات والعاهات والآفات.
فالصدقة تدفع المصائب والكروب والشدائد وترفع البلايا والآفات والأمراض والصدقات وتضاعف لأصحابها مثوبته وتعلي درجاته في الدارين . وفي الحقيقة الصدقة هي التي ينفقها الناس من مالهم بلا رجاء شيئ من قبل المستلمين يرتجي المتصدقون المخلصون و يبتغون ثوابها من الله سبحانه وتعالى، فأما هي أمر الهي لسيد الورى محمد صلى الله عليه وسلم. وأرشد الباري لحبيبه صلى الله عليه وسلم على ان يحث الناس على إنفاق الأموال في سبيل الله عز وجلّ .
فهي قسمان. صدقة مفروضة وصدقة غير مفروضة. هنا نبحث عن كل واحد منهما من الانواع والفضائل والمنافع وغيرها. الصدقة المفروضة هي الزكاة. و تجب على كل مسلم مكلف غنيّ تأديةالزكاة من مالهم على المستحقين حسب قوانين الشريعة الإسلامية.
فامّا المستحقون بها ثمانية أصناف من الناس. كما قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز : إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرِاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ فعلى الفرد المسلم الغني إعطاءها على المستحقين المذكورين آنفا وبذلك يتطهر الأموال من دنسها في ضوء الإسلام .
فأمّا الصدقة غير المفروضة سنة مؤكدة في نظرية الإسلام. وهي التي يحّسن القلب و تطهر الأخلاق من البخل والطمع والدناءة .وكذلك تزكّى نفسه وترقيها وتنميها بالخيرات والبركات حتى يتمكن منها السعادة الأخروية والدّنيوية. مصداقا لقول الله تعالى عبر قرآنه الشريف : خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. (سورة التوبة)
إذا نظرنا إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والكتب الإسلامية.نجد فضائل كثيرة. ومنها قوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنّهار سرًا وعلانية فلهم أجرهم عند ربّهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون) (سورة البقرة) أيضا يقول " وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين (سورة المنافقون )فهذه الآيات الكريمة تبين عن فضيلتها والثواب بها وإهتمام انفاقها قبل موتهم. من تصدق شيئا من مالهم فكان له عند الله اجرا عظيما.وإضافة إلى ذلك أن المال زينة حياة الدنيا.ومن رغب فلاحا في الآخرة فلينفقن امواله في سبيل الله عزوجل وإذا اتى موته فلا ينفعه ماله التي لا تنفقها في سبيل الله عز وجل .ولعله عذابًا في قبره.
ومن فضائلها إن الصدقة تبرد غضب الله الناشئ من أقوالنا السيئة وأفعالنا. وكذا من يريد بالتصدق شيئا فيطوله الله تعالى عمره وينجيه من سوء القضاء وشؤم العاقبة وينقذه من الكبر والفخر.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ان صدقة المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة سوء ويذهب الله بها الكبر والفخر".وقال أيضا صلى الله عليه وسلم "صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة البر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد من العمر". وكذلك ينبغي علينا ان نتصدق صدقة جارية على نشاطات الدعوة والتعليم وتوسيع رقعة الأسلام والأعمال الخيرية في مجتمعنا وبلادنا ونفهم هذا من ضوء الاحاديث النبوية . ومنها قول الصادق المصدوق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " اذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له "
وبعد كل وجدنا وفهمنا مما سبق انّ للصدقة شأن عظيم وخطورة عظمى في الإسلام وعلى المؤمنين الصالحين ان يقوموا بالصدقات والتبرعات والإحسانات صوب الأخرين ولا ينقص مال احد حينما يتصدق .كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما نقص مال من صدقة". و تدفع المصائب والشدائد والأمراض.قال شفيع الورى صلى الله عليه وسلم "الصدقة رد البلايا وفقنا الله ان ننفق اموالنا في سبيل الله وأنقذنا من سائر البلاء والأمراض _ آمين.