pre-loader

مضيق هرمز: شرارة حرب أم سياسة ترامب ؟؟

مضيق هرمز:  شرارة حرب أم سياسة ترامب ؟؟

مضيق هرمز: شرارة حرب أم سياسة ترامب ؟؟

  • ٣ ٱلْمُحَرَّم ١٤٤٢

يشهد العالم اليوم ازمة عالمية كبري بين أمريكا وحلفائها من جهة وبين إيران من جهة أخري وذلك بسبب الاشتباكات الدبلوماسية بين الطائفتين حول الاحداث الواقعة كبيرة، خاصةً في مضيق هرمز (Strait of Hormuz). ويمتلك المضيق أهمية استراتيجية واقتصادية وأن  ناقلات النفط التي تأتي من مختلف الموانئ على الخليج العربي يجب أن تمر عبر هذا المضيق. وهو أحد أهم الممرات المائية لشحن البضائع في العالم، وأهم الممرات لنقل النفط القادم من الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الناقلات الفارغة التي تدخل عبر المضيق لتحميل شحنات جديدة. ينقل المضيق حوالي 85% من صادرات النفط الخام وهذه إلى الأسواق الآسيوية كاليابان، والهند، وكوريا الجنوبية، والصين والتي تمثل أكبر وجهاتها، وبالتالي فهي أكبر ضررا من إغلاق المضيق، ويعبر المضيق نحو 40% من النفط المنقول بحرا على مستوى العالم؛ أي أكثر من 17 مليون برميل يوميًا، وهو ما يشكل   2مليون نحو 90% من النفط الخام الذي تصدره دول الشرق الأ عن نحو  وسط فضلاً. برميل من المنتجات النفطية المصفاة تمر عبر هذا المضيق.

يقع المضيق في جنوب الخليج العربي وتقع إيران في الشمال وسلطنة عمان في الجنوب من هذا المضيق كما يوجد أيضا في مدخل المضيق عدة جزر أخرى هي جزر قشم (Qeshm Island) ولاراك(Larak Island) الإيرانية وجزر طنب الصغرى وطنب الكبرى(Greater and Lasser Tumb) وأبو موسى(Abu Moosa Island) وعلى مدخل المضيق توجد ثلاث جزر متنازع عليها بين إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة،

وهي: طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وجزيرة أبو موسى، وكل من الطرفين يعتبرها ضمن مياهه الإقليمية وتحت سيطرته. عرضه لا يتجاوز 55 كيلومترا وعمقه لا يزيد عن 60.

و

قد وصل الامر الى ان احتجزت بريطانيا ناقلة نفط ايرانية وبالتالي احتجزت إيران من جهة الحرس الثوري ناقلة نفط بريطانية ويتم التفاوض بين الطرفين للإفراج عن الناقلتين ولكن لا يزال قيد الاجراء والمفاوضات. وقد اصبحت العلاقة بين أمريكا
وإيران في توتر متزايد بعد هذه الواقعة حتى ان أمريكا تدبر أمورها باستضافة بعض الدول العربية والاوروبية للتغلب على إيران في ازمة مضيق هرمز.

من جهة أخري، لا تزال إسرائيل وايران في صراع مستمر غير مباشر حيث ان الصراع يتمحور حول النضال في انتاج إيران للاسلحة النووية مع ان اسرائيل تهدف الى منع ايران من انتاج الاسلحة النووية واضعاف قوتها.

قال ‘نتنياهو’، يوم الثلاثاء 9 تموز - يوليو ،2019 في تصريحات علنية في قاعدة جوية إسرائيلية: "إيران كانت تهدد في الفترة الأخيرة بتدمير إسرائيل، عليها ان تتذكر أن هذه الطائرات يمكنها الوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط بما في ذلك إيران وبالتأكيد سوريا."

ونقلت وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية عن برلماني إيراني بارز قوله إنه إذا هاجمت الولايات المتحدة إيران فإن إسرائيل ستدمر في نصف ساعة.

وقد حاولت أمريكا تخويف إيران بإحضار القوات البحرية الشديدة قرب مضيق هرمز ولكن محاولاتها كانت ضئيلة للغاية حتى اصبح هذا العمل بصمة عار على أمريكا حيث ادبرت معترفة بالفشل. وحاليا لا تزال تخطط لها الامور سريا بالاتفاق مع اسرائيل وبريطانيا. اقتربت الولايات المتحدة وإيران من مواجهة عسكرية بعد أن أسقطت طهران طائرة أميركية مسيرة وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب برد انتقامي لكنه ألغى هذه الخطط في اللحظات الأخيرة.

ومن خلال هذه الوقائع الاستفزازية من الطرفين يمكن لنا ان نصل الى نتيجة مهمة وهي ان العالم لا يزال يقترب الى حرب عالمية كبرى بعيدة المدى بين طائفتين كلتاهما تحمل قوة لا تستهان. ويرى بعض المحللون السياسيون ان الصين وروسيا لا تقومان في صف أمريكا وحلفائها في هذا القضية لهدف السيطرة على القوى العالمية الكبري. ويتضح لنا جليا من موقف دول الخليج باستثناء دولة قطر في قضية مضيق هرمز ان
هذه الدول ستكون في صف أمريكا بكل تأييد واستعداد مع ان هذه الدول ستكون اكثر خسارة نفسية ومادية اذا اندلعت الحرب لا سمح الله. وقد هددت إيران بإغلاق هذا المضيق تماما ردا على العقوبات الامريكية والاوروبية  بالحظر المستمر من سنوات وبمنع تخصيب اليورانيوم وانتاج الاسلحة النووية. وبحسب توقعات الخبراء، فإن إغلاقه سيتسبب في فقدان نحو عشرة ملايين برميل من النفط يوميا من السوق العالمية. كما أن ذلك سيتسبب في أزمة تجارية حادة بالنسبة لدول الخليج التي  تعتمد اقتصاداتها على المحروقات ويترتب على ذلك ازمات اقتصادية مختلفة حيث ان  النفط هو الامر الفاصل في التجارة العالمية. تسعى كل من الإمارات والسعودية إلى إيجاد طرق أخرى لتفادي المرور عبر مضيق  هرمز في حالات التوتر، بما في ذلك مدّ مزيد من خطوط أنابيب النفط. ووفق بيانات وكالة الطاقة الدولية، فإن هناك عددا من خطوط الأنابيب القائمة والمشروعات المقترحة، ومن بينها خط بترولاين (خط أنابيب شرق-غرب)، وهو خط سعودي عامل تبلغ طاقته الاستيعابية 8.4 مليون برميل يوميا، ما هو مستغل منها بالفعل 9.1 مليون  برميل يوميا، بينما تبلغ طاقته غير المستغلة 9.2 مليون برميل يوميا .

وبجانب ذلك الخط، هناك خط أنابيب أبو ظبي للنفط الخام، وهو خط إماراتي عامل سعته 5.1مليون برميل يوميا، يُستخدم منها نصف مليون برميل، بينما تبلغ الطاقة غير المستغلة مليون برميل. فضلا عن خط أبقيق-ينبع لسوائل الغاز الطبيعي، وهو خط سعودي عامل تبلغ طاقته الاستيعابية 300 ألف برميل يوميا، وهي مستغلة بالكامل. وأيضاً هناك خط الأنابيب العراقي في السعودية، وهو خط سعودي تحول لضخ الغاز الطبيعي. وحاليا، قد انطفأت نيران التصريحات العلنية من كل الجهات ولكن الحقيقة ان الجميع في مراقبة مستمرة لاستغلال مضيق هرمز للصراع العسكري قدر المستطاع. وقد فشلت الترويجات السياسية للرئيس الامريكي دونالد ترامب في قضية مضيق هرمز وكان لديه خبيئة خبيثة للسيطرة على إيران وحلفائها اثر الحوادث الجديدة ولكن لسوء حظه كانت النتيجة مضرة للغاية. ويعلم الجميع ان ايران لها أرضها المترامية الاطراف ملائمة للتنظيمات العسكرية بكل أنواعها مع انها في غاية السوء في المعاملات مع المحايدين والمخالفين. ولا ينسى التاريخ تلك الاحداث التي وقعت بين إيران والعراق قبل عدة سنوات وفي نفس المضيق كانت شرارة حرب متقدة. ونرجو جميعا انطفاء نيران الحرب العالمية الكبرى المتوقعة دفعا لخسائر فادحة للبشرية جمعاء.

 


لتزويد مجلتنا المطبوعة

إضغط هنا