اللغة العربية لغة محببة تجاوب مع الزمن والتطور،

 تجري مع الحضارات وتساير النهضة وتلبي الحوائج والمطالب وتقود الملايين إلى الرقي والتقدم وتنفخ في نفوسهم روح النشاط والرغبة.

          اللغة العربية لغة عجيبة عاشت منذ نشأتها شابة لم تعرف طفولة ولا شيخوخة يقول "أرنست رينان" المستشرق الفرنسي:

"من أغرب ماوقع في تاريخ البشر وصعب حل سره إنتشار اللغة العربية. فقد كانت هذه اللغة غير معروفة بادئ بدء، فبدأت فجأة في غاية الكمال، سلسة أيّ سلاسة، غنية أيّ غنى، كاملة بحيث لم يدخل عليها منذ يومنا هذا أيّ تعديل مهمّ، فليس لها طفولة ولا شيخوخة، ظهرت لأول أمرها تامة مستحكمة ولم يمض على فتح الأندلس أكثر من خمسين سنة حتى إضطر رجال الكنيسة أن يترجموا صلواتهم بالعربية ليفهمها النصارى".

اللغة العربية لغة ساحرة جذابة تأخذ بأعين الناظرين وتستميل قلوبهم وتستقر في أعماق قلوبهم. أعجب بها ملايين من مختلف الأمم والشعوب. تقول: زيغريد هونكة "المستشرقة الألمانية: "كيف يستطيع الإنسان ان يقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم وسحرها الفريد؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان التى فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة. فلقد إندفع الناس الذين بقوا على دينهم في هذا التيار، يتكلمون اللغة العربية بشغف، حتى إن اللغة القبطية مثلا ماتت تماما. بل إن اللغة الآرامية لغة المسيح قد تخلت إلى الأبد عن مركزها لتحتل مكانها لغة محمد".

اللغة العربية لغة جميلة في ألفاظها موسيقى وفي كلماتها أجراس تستمع إليها الآذان وتلتذ بها النفوس يقول الدكتور "عبد الوهاب عزام" : العربية لغة كاملة محببة عجيبة. تكاد تصور ألفاظها مشاهد الطبيعة وتمثل كلماتها خطرات النفس وتكاد تتجلى معانيها في أجراس الألفاظ، كأنما كلماتها خطوات الضمير ونبضات القلوب ونبرات الحياة.

تقول الدكتورة "ماري شيمل "مترجمة القرآن إلى اللغة الألمانية : "واللغة العربية لغة موسقية للغاية. ولا أستطيع أن أقول إلا أنها لابد أن تكون لغة الجنة".

اللغة العربية لغة محجزه أدهشت كبار العلماء والمفكرين ودافعت حملات الأعداء والظالمين وقاومت حملة التتار وحملة الصليبيين وحملة الإستعمار كما قاومت الحملات المكثفة للقضاء عليها بإحلال اللغة التركية محلها في المساجد والمدارس إبان "كمال أتا ترك "حتى أكّد المفكّرون والباحثون أن بقاء هذه اللغة العربية على هذا المنوال البديع والطريق العجيبة رغم التحديات والصعوبات يكاد يكون معجزة من المعجزات.

يقول الكاتب الشهير ميلية : "ان اللغة العربية لم تتراجع من أرض دخلتها، لتأثيرها الناشئ من كونها لغة دين، ولغة مدنية، وعلى الرغم من الجهود التى بدلها المبشرون، ولمكانة الحضارة التى جائت بها الشعوب النصرانيةلم يخرج أحد من الإسلام إلى النصرانية . ولم تبق لغة أوربية واحدة لم يصلها شيئ من اللسان العربي المبين حتى اللغة اللاتينية. الأم الكبرى. فقد صارت وعاء لنقل المفردات العربية إلى بناتها".

اللغة العربية لغة حية، هي لغة ذات شرف وعظمة من بين ثلاثة آلاف لغة في العالم. ولها مكانة ضخمة بين اللغات. يقول مرجليوث أستاذ اللغة العربية في جامعة أكسفورد: "اللغة العربية لا تزال حية حياة حقيقية إحدى ثلاث لغات إستولت على سكان المعمورة إستيلاء لم يحصل عليه غيرها: الإنجليزية والإسبانية أختاها، ولا يزيد سنهما على قرون معدودة. أما اللغة العربية فابتداؤها أقدم من كل تاريخ".

اللغة العربية لغة عالمية يتحدثها أكثر من سبع وستين وأربعمائة مليون نسمة. وهي إحدى أكثر اللغات إنتشارا في العالم. وتعتبر اللغة العربية من أقدس اللغات الأربعة السريانية والبونانية والعبرانية والعربية وهي أكثر اللغات تحدثا ونطقا ضمن مجموعة اللغات السامية.

اللغة العربية إحدى اللغات الستة الرسمية في منظمة الأمم المتحدة. وهي لغة رسمية في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والإتحاد الإفريقي ومنظمة شرطة الجرائم الدولية وصندوق النقد الدولي والإتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات. وهي لغة رسمية في أكثر من خمس وعشرين دولة من دول الوطن العربي وفي تشاد و إريتريا وإسرائيل. ويحتفل باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديمسبر من كل عام.

اللغة العربية لغة مقدسة، لأنها لغة القرآن الكريم، ولغة السنة المطهرة، ولغة تحدث بها النبي هذه الأمة، ولغة تكلم بها الصحابة والتابعون، ولغة ألّف فيها آلاف الكتب الإسلامية. لا تتم الصلاة وبعض العبادات الدينية إلا باتقان هذه اللغة الشريفة. وهي لغة شعائرية لدى عدد كبير من الكنائس المسيحة في الوطن العربي وألّف عديد من الأعمال الفكرية والدينية اليهودية في العصور الوسطى في هذه اللغة العربية.