pre-loader

الشيخ زين الدين المخدوم الكبير رضي الله عنه

الشيخ  زين  الدين  المخدوم  الكبير  رضي  الله  عنه

الشيخ زين الدين المخدوم الكبير رضي الله عنه

  • ٤ ٱلْمُحَرَّم ١٤٤٢

           هل تدرون... من الذى ارتحل اوّلا من بين أبناء كيرلا لطلب العلم والحكمة الى جامعة الأزهر بمصر؟ ومن الذى اسّس درسا للعلوم الشرعية في مسجد جامع بديار كيرلا حتى كان مركزا يدور حوله رحى الحياة الإسلامية بأسرها ؟ والى من يرجع الفضل كله لقندبل ‘فنانى’ الشهير الذى اقتبس من نوره آلاف مؤلفة من العلماء المتبحرين؟

          هو والشيخ العلامة الإمام أبو يحيى زين الدين بن علي بن احمد المعبري الشهير بزين الدين المخدوم الكبير / الأول. كان الشيخ من كبار العلماء الجهابذة الذين أنجبتهم تربة الهند في القرن التاسع الهجر / القرن الخامس عشر الميلادي. وقد نقشت صفحات التاريخ اسمه المبارك باقيا مذكورا كلما يكرّ الجديدان ويدور الفرقدان بمؤلفاته العديدة القيمة باللغة العربية في الدعوة والإرشاد والفقه والتصوف والتاريخ والصرف والنحو والعروض واللغة وغيرها.

مولده وأسرته:- ولد الشيخ في شعبان سنة 873 ه / 1467 م بكوتشن (Cochin) من منطقة كورامندال (Coromandal) الواقعة في الجنوب الشرقي لساحل مليبار بشبه القارة الهندية. وكانت هذه المنطقة يسميها المؤرخون العرب معبرا لما كانت معبرا رئيسيا للسفن القادمة من جزيرة العرب في طريقها إلى الصين وجاوا وغيرها حتى استوطنت في شواطئها أجيال عربية منذ قديم الزمان ولذلك يضاف لفظ ‘المعبري’ إلى اسمه نسبة إلى تلك المنطقة.

وينتمي الشيخ إلى أسرة شهيرة بــــــــــــ‘المخدوم’. ولها بتاريخ الأمة المسلمة بكيرلا مكانة مرموقة بحيث قامت بدور قيادي في إنشاء مجتمع مثقف متدين في شبه القارة الهندة بوجه عام وفي ديار كيرلا بوجه خاص. ومما يخبرنا التاريخ أن اسرة ‘المخدوم’ قد وصلت إلى بلاد مليبار في مستهل القرن التاسع الهجري وذلك بمجيء الشيخ القاضي زين الدين إبراهيم بن احمد عم الشيخ زيند الدين الكبير وصل هو أولا من المعبر إلى كوتشن (Cochin) واشتغل بها قاضيا ثم انتقل إلى فناني (Ponnani) بعد ان وكل قضاءه إلى قاض آخر مع ابن أخيه الشيخ زين الدين الكبير وقام بها فيما بعد بخدمات دعوية وتربوية.

وقد رأى المؤرخون أن اسرة ‘المخدوم’ وفدوا من ‘المعبر’ من اليمن فاستوطنوا في كيلاكرا (Keelakkara) وكايل فاتنم (Kayal Pattanam) من سواحل ولاية تاملناد (Tamilnadu) من الهند فطار صيتها باسم المعبر بين العرب والعجم. ولعبت أسرة المخوم بدور بنّاء في الدعوة الإسلامية في مادورا (Madura) وتانيجاوور (Thanjavoor) وناغور (Nagoor) وغيرها من تلك الولاية حتى اشتغلوا يوما من الأيام منصب القاضي في المحلات المسلمة من كايل فاتنم (Kayal Pattanam) إلى منغلافورم .(Mangalore)

رحلته الدراسية:-

بعد ان تلقى الشيخ العلوم الإبتدائية من أبيه علي بن أحمد المعبري تلمذ على عمه الشيخ زين الدين إبراهيم المعبري أولا في كوشن (Cochin) ثم لما انتقل الأستاذ إلى فناني (Ponnani) ليتولى مسؤولية القضاء هناك ردفه التلميذ إلى فناني وهنالك حفظ القرآن الكريم وتلقى العلوم الدينية من الفقه والتصوف وتعلم الصرف والنحو واللغة على يد عمه. ثم اتى الشيخ الكبير القاضي ابا بكر فخر الدين بن رمضان الشالياتى (رضي الله عنه) - قاضي كالكوت - بعد ان اذن له عمه وتبحر من عنده في الفقه وأصوله بحيث أقام عند ذاك الفقيه البارز طوال سبع سنوات. ولما فرغ من تحصيل شتّى فروع العلم من لدن القاضي أبي بكر فخر الدين الشالياتى سافر إلى مكة المكرمة وتلقى بها الحديث والفقه من العلامة أحمد شهاب الدين بن عثمان اليمني حتى صار فقيها بارعا. على الرغم هذا، لم يشبع الشيخ من مأدبة العلم فتوجه إلى جامعة الأزهر بمصر ودرس فيها مدة خمس سنوات علم الحديث وأصوله حتى نال الإجازة لرواية الأحاديث من شيخ الأزهر المحدث البارز القاضي عبد الرحمن الأدمي المصري. وقد تلمذ الشيخ زين الدين المخدوم الكبير في الحديث أيضا من الشيخ زكريا الأنصاري والشيخ شمس الدين الجوهري وناقش مع العلامة جلال الدين السيوطي والسيد أبي بكر الحضرمي وغيرهم من العلماء البارزين في ذلك العصر. وعلاوة هذه، سلك الشيخ مسلك طريقة القادرية والجشتية على يد الشيخ قطب الدين (رضي الله عنه) حتى عين اخيرا خليفة لشيخه. وبعد أن ادّى الحج والعمرة وزار النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة رجع قهقرى إلى بلده فناني بكل أهبة واستعداد.

أهم خدماته وكتبه:-

وبعد ان وصل إلى بلدته فناني بنى أولا مسجدا جامعا وقام فيه يدرس العلوم الدينية ويقوي الدعوة الإسلامية حتى صار هذا المسجد الجامع الكبير بفناني مركزا بارزا للأنشطة الدعوية والتربوية في ديار كيرلا بحذافيرها. ونصب قنديلا في وسط المسجد بحيث يدرس الطلاب من أنحاء العالم جالسين حوله يقتبسون من نوره ونور العلم حتى ضرب مثلا الجلوس حول القنديل بفناني لتلقى العلوم الدينية. ومع ذلك كان له دخل ونفوذ في الشؤون الإجتماعية والسياسية أيضا حتى اصبح زوبعة ضد المستعمرين البرتغاليّين بقصيدته الجهادية "تحريض اهل الإيمان على جهاد عبدة الصلبان".

وقد ألف الشيخ في شتى الفنون كتبا عديدة في الفقه والتصوف والإرشاد والدعوة والصرف والنحو والفرائض والعروض وغيرها. ومن أهمها:

¨ هداية الأذكياء إلى طريقة الأولياء

¨ مرشد الطلاب إلى كرم الوهاب

¨ حاشية على الإرشاد

¨ تعليق على الفرائض

¨ حاشية على ألفية بن مالك

¨ سراج القلوب

¨ السراج المنير

¨ المبعد في ذكر الموتى

¨ إرشاد القاصدين

   

        المراجع

1. الإسلام في كيرلا للأستاذ إبراهم الفيض النتورى النشر جمعية الطلبة نور العلماء، فيضاباد

2. طراز المسلم الكيرالى- النشر الكلية الرحمانية العربية كدميرى.2007

3. الشاهد،كيرلا السلمة: التاريخ والحال .(النشر :الكلية العربية الرحمانية كدميرى)

4. موقع منتدى الأصلين

5. "ارستان" مجلة خاصة من مجمع مليبار الإسلامى ،كاونور

¨ شعب الإيمان

¨ شمس الهدى

¨ منقوص المولد

¨ سيرة النبي

¨ حاشية على الكافية

¨ الصفاء من الشفاء

¨ شرح على التحفة الوردية

¨ تحفة الأحباء وعرفة الألباء

¨ قصص الأنبياء

 


لتزويد مجلتنا المطبوعة

إضغط هنا