الشيخ حمزة يوسف: داعية أكثر نفوذا في الغرب
الشيخ حمزة يوسف: داعية أكثر نفوذا في الغرب
- ١٢ ٱلْمُحَرَّم ١٤٤٤
- أنس مبارك (باحث، مجمع كلية مليبار الإسلامي بكاونور)
إن الإسلام من أكثر الديانات العالمية تأثيرا علی البشرية حيث إن تعاليم ومبادئ هذا الدين الحنيف لم تزل تستهوي القلوب.نتيجة لذلك يتوصل الكثير من الناس إلی شاطئ هذا الدين يوما تلو يوم في طول العالم وعرضه.ومن المشاهير الذين اعتنقوا الإسلام وذاع صيتهم في العالم الشيخ حمزة يوسف العالم العبقري الذي يعتبر من علماء الإسلام المعاصرين الذين لهم نفوذ كبير في العالم. وهو أميركي الجنس مالكي المذهب أشعري العقيدة ومؤيد مدرسة التقليدية الجديدةNeo Traditionalism ومؤسس مشارك لكلية الزيتونة في كاليفورنيا. وهو من دعاة التعلم الكلاسيكي في الإسلام وقد روج العلوم الإسلامية ومناهج التدريس الكلاسيكية في جميع أنحاء العالم.يعد اسم الشيخ يوسف من العلماء الإسلامية الذين يعارضون بشدة ما يسمی بالسلفية والجماعات الإرهابية.ويتميز الشيخ عن غيره من الدعاة الإسلامية بقدرته الفائقة في عرض حجج لا مثيل لها أثناء الحوار والمناظرات ويتحدث في جميع محاضراته بلهجة تحرك في السامع الكثير مما يولد الاشتياق للماضي المجيد للإسلام .فالشيخ رغم كونه من أصول غير عربية إلا أنه يتكلم بلهجة فصيحة تبكي الألاف من العرب.
صحيفة الغارديان تصفه بأنه "أكثر علماء الغرب نفوذاً" كما تصفه مجلة نيو يوركور بأنه "ربما أكثر العلماء المسلمين نفوذاً في العالم الغربي.كان الشيخ يوسف من ضمن البعثة الرسمية التي أرسلت مباشرة رسالة إلی زعيم الداعش أبي بكر البغدادي حيث دحضت تلك الرسالة المبادئ التي يروج لها داعش باسم الإسلام.
وقد تم إدراجه عدة مرات في قائمة الخمسين الأولى من بين أكثر ٥٠٠ مسلم تأثيرًا في العالم وهو منشور سنوي يجمعه المركز الملكي للدراسات الاستراتيجية الإسلامية في عمان ، والأردن.
ولد الشيخ حمزة يوسف باسم مارك هانسون في والا والاواشنطن لأكاديميين يعملان في كلية ويتمان.وترعرع كمسيحي كاثوليكي أيرلندي ممارس. في عام ١٩٧٧،اعتنق حمزة يوسف الإسلام بعد تجربة كاد فيها أن لقي حتفه حيث تعرض لحادث سيارة .وقد استغرق الأمر منه ستة أشهر لتجاوز تلك الصدمة التي كانت له بمثابة "جرس إنذار"حتى تعرف على "كتاب اليقين" للكاتب مارتن لينكز الذي قاده فيما بعد لقراءة القرآن الكريم واعتناق الإسلام وما لبث يوسف أن اتبع الطريقة الشاذلية الصوفية.
بعد أن أعجب يوسف بزوجين شابين من المملكة العربية السعودية اللذين كانا من أتباع العالم عبد القادر الصوفي، رحل إلى إنجلترا للدراسة مباشرة تحت إشراف عبد القادر الصوفي. في١٩٧٩ ، ثم انتقل إلى مدينة العين في الإمارات العربية المتحدة حيث أمضى السنوات الأربع التالية مكرسا حياته في تعلم العلوم الشرعية ، وفي كثير من الأحيان بشكل فردي مع علماء المسلمين. وأصبح يوسف أثناء مدة دراسته في العين يجيد اللغة العربية ويتقن التجويد والبلاغة والشعر والفقه وعلم الكلام.
في عام١٩٨٤ ،أخذ يوسف ينأی نفسه عن تعاليم عبد القادر الصوفي وتحرك في اتجاه فكري مختلف بعد أن استوقفه ثلة من العلماء الموريتانيين المقيمين في الإمارات من أهمهم العالم الشهير عبد الله بن بيه الذي كان له بمثابة شيخ مرب. وانتقل إلى شمال إفريقيا عام ١٩٨٤ ، ودرس في الجزائر والمغرب ، وكذلك في إسبانيا وموريتانيا، أثناء دراسته في موريتانيا وطد يوسوف علاقته مع العالم الإسلامي محمد ولد فحفو ، المعروف باسم مرابط الحاج الذي يصفه يوسف بأنه معلمه الروحي.
كلية الزيتونة
أسس الشيخ حمزة يوسف بالتعاون مع زملائه الإمام زيد شاكر وحاتم بازيان معهد الزيتونة في بيركلي ، بكاليفورنيا عام ١٩٦٦ ، مكرسًا حياته لإحياء طرق الدراسة التقليدية والعلوم الإسلامية. عام ٢٠١٠، فتح هذا المنشأ التربوي باسم كلية الزيتونة ، وهي كلية إسلامية للفنون الحرة تستغرق مدة دوراتها أربع سنوات، وكلية الزيتونة هي الأولى من نوعها في الولايات المتحدة حيث إنها تجمع بين الفنون الليبرالية الكلاسيكية مع التدريب الصارم في التخصصات الإسلامية التقليدية، وتهدف إلى تثقيف وإعداد طلبة مزودين بالعلوم الإسلامية والمادية وملتزمين بالأخلاقيات الإسلامية السمحة. حتى أصبحت أول حرم جامعي مسلم معتمد في الولايات المتحدة بعد أن حصلت على اتفاقية من الاتحاد الغربي للمدارس والكليات.
يتفرد حمزة يوسوف في أوساط العالم الغربي بأرائه في مختلف المواضيع، وقد اتخذ موقفاً ضد التبريرات الدينية للهجمات الإرهابية. ويصف هجمات الحادي عشر من سبتمبر بأنها "جريمة قتل جماعي بحتة" ويذكر أيضًا أن الإسلام اختطف على تلك الطائرة التي توغلت في مركز التجارة العالمي باعتباره ضحية بريئة.
يعتبر الشيخ يوسف أيقونة للتسامح الديني بين الأديان وقد شارك في العديد من المنتديات العالمية لتعزيز السلام والوئام الديني في المجتمعات الإسلامية.
ويشغل منصب نائب رئيس لمنتدى تعزيز السلام في المجتمعات الإسلامية الذي يقع مقره في الإمارات العربية المتحدة.
مؤلفاته
قد قام الشيخ يوسف بتصنيف عدة كتب في العربية والإنجليزية في مواضيع مثل الفلسفة والشريعة الإسلامية والأدب وله دور كبير في ترجمة الكتب الإسلامية العريقة من العربية إلی الإنجليزية.
من أهم مؤلفاته في الإنجليزية
1)Purification of Heart,
2)The Art of Persuasion, 3)Stop Pretending Start Practicing
4)Agenda to Change Our Condition
5)Caesarean Moon Births: Calculations, Moon Sighting, and the Prophetic Way
ومما ترجمه الشيخ حمزة يوسف من العربية إلی الإنجليزية " ترجمة بردة الإمام البوصيري إلی الإنجليزية" الإمام الصحاوي وعقيدته" ترجمة كتاب رضی النفس للإمام أمين المزروعي".ولم يفتأ الشيخ حمزة يوسف منهمكا في بث التعاليم الإسلامية كتابة وخطابة،ويوجد الكثير من محاضراته الرائعة في يوتوب ومواقع التواصل الاجتماعي.وهذا العالم الجليل رغم سمعته وكل إنجازاته الكبری إلا أنه يعيش متواضعا ويدهش العديد بورعه وشديد تمسكه بالمنهج الصوفي الذي تسبب في أن يعتنق الإسلام الكثير من الغربيين.بالتأكيد مثل هؤلاء العلماء هم الذين كثيرا ما يتوق إليهم العالم لدحض الباطل ونشر الحق.